الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وروى وكيع عن سلمة بن سبط عن الضحاك قال: ما تغلب عليه محمد صلى الله عليه وسلم من أرض العدو.جبير عن الضحاك قال: أو لم ير أهل مكة إنا نفتح لمحمد ما حوله من القرى.وروى إسحاق بن إبراهيم السلمي عن مقاتل بن سليمان قال: الأرض مكة وننقصها من أطرافها غلبة النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عليها وانتقاصهم وازدياد المسلمين. فكيف لا يعتبرون وقال قوم: معناه أو لم يروا إلى الأرض ننقصها أفلا تخافون إن جعل بهم بأرضهم مثل ذلك فيهلكهم ويخرب أرضهم.ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: خراب الأرض وقبض أهلها.يزيد الخوي عن عكرمة قال: يعني قبض الناس.وقال: لو نقصت الأرض لصارت مثل هذه وعقد بيده سويتين.عثمان بن السنّاج عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله: {نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} قال: موت أهل الأرض.طلحة بن أبي طلحة القناد عن الشعبي: قبض الأنفس والثمرات.علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: نقصان أهلها وتركها.عثمان بن عطاء عن أبيه: قال ذهاب علمائها وفقهائها.قال الثعلبي: أخبرنا أبو علي بن أحمد الفقيه السرخسي قال: حدثنا أبو لبيد بن محمد بن إدريس البسطامي حدثنا سعد بن سعيد حدثنا أبي حدثنا أبو حفص عن محمد بن عبد الله عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خذوا العلم قبل أن يذهب».قلنا: وكيف يذهب العلم والقرآن بين أظهرنا قد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا نقرأه ونقرئه أولادنا فأنصت ثم قال هل ظلت اليهود والنصارى الا والتوراة بين أظهرهم ذهاب العلم ذهاب العلماء.وحدثنا الأُستاذ أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب لفظًا في صفر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة في آخرين.قالوا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا أبو ضمرة وأنس بن عياض عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمر بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالمًا اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا».وحدثنا أبو القاسم أخبرنا محمد بن أحمد بن سعيد حدثنا العباس بن حمزة حدثنا [...] السدي حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان عن عبد الله بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجنيد عن أبي الدرداء أنه قال: يا أهل حمص مالي أرى أنّ علماؤكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون، فأراكم قد أقبلتم على ما يكفل لكم، وضيعتم ما وكلتم به اعلموا قبل أن يرفع العلم فإن رفع العلم ذهاب العلماء.وأخبرنا أبو القاسم حدثنا عبد الله بن المأمون بهرات حدثنا أبي حدثنا خطام بن الكاد بن الجراح عن أبيه عن جويبر عن الضحاك قال: قال علي-رضي الله عنه-: إنما مثل الفقهاء كمثل الأكف إذا قطعت كفٌ لم تعد.حدثنا أبو القاسم حدثنا أبي حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد الرازي الزعفراني حدثنا عمر بن مدرك البلخي، أبو حفص حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا هشام بن حيان عن الحسين قال: قال عبد الله بن مسعود: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار.ومنه عن الرازي حدثنا عمرو بن تميم الطبري. أخبرنا محمد بن الصلت. حدثنا عباد بن العوام عن هلال عن حيان قال: قلت لسعيد بن جبير ما علامة هلاك الناس؟ قال: هلاك علمائهم، ونظير هذه الآية في سورة الأنبياء عليهم السلام.{والله يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} لا راد لحكمه، والمعقب في كلام العرب الذي يكرّ على الشيء ويتبعه.قال لبيد:
{وَهُوَ سَرِيعُ الحساب وَقَدْ مَكَرَ الذين مِن قَبْلِهِمْ} يعني من قبل مشركي مكة: {فَلِلَّهِ المكر جَمِيعًا} يعني له أسباب المكر وبيده الخير والشر وإليه النفع والضر فلا يضر مكر أحد أحدًا إلاّ من أراد الله ضره، وقيل: معناه له جزاء إليكم.{يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الكفار} سيعلم: قرأ ابن كثير وأبو عمر: الكافر على الواحد، والباقون على الجمع.{لِمَنْ عُقْبَى الدار} عاقبة الدار الآخرة ممن يدخلون النار ويدخل المؤمنون الجنة: {وَيَقُولُ الذين كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كفى بالله شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} إني رسوله إليكم،: {وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الكتاب} أيضًا يشهدون على ذلك. هم مؤمنو أهل الكتاب.وقرأ الحسين وسعيد بن جبير: {وَمَنْ عِندَهُ} بكسر الميم والدال. علم الكتاب مبني على الفعل المجهول.وروى أبو عوانة عن أبي الخير قال: قلت لسعيد بن جبير: {وَمِنْ عِندِهُ عِلْمُ الكتاب} أهو عبد الله بن سلام؟ قال: كيف يكون عبد الله بن سلام وهذه السورة مكية.وكان سعيد يقرأها: {وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الكتاب}، ودليل هذه القراءة قوله: {وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا} [الكهف: 65] وقوله: {الرحمن عَلَّمَ القرآن} [الرحمن: 1-2].وأخبرنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بابويه أخبرنا أبو رجاء محمد بن حامد بن محمد المقرئ بمكة حدثنا محمد بن حدثنا عبد الله بن عمر حدثنا سليمان بن أرقم عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأها ومن عنده علم الكتاب.وبه عن السمري حدثنا أبو توبه عن الكسائي عن سليمان عن الزهري عن نافع عن ابن عمر قال: قال: وذكر الله أشدّ فذكر إنه حيث جاء إلى الدار ليسلم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: {وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الكتاب} بكسر الميم وسمعه في الركعة الثانية يقرأ: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الذين} [العنكبوت: 49] الآية.أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد الفاسي حدثنا القاضي الحسين بن محمد بن عثمان النصيبي أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين السميعي بحلب حدثني الحسين بن إبراهيم بن الحسين الجصاص. أخبرنا الحسين بن الحكم حدثنا سعيد بن عثمان عن أبي مريم وحدثني بن عبد الله ابن عطاء قال: كنت جالسًا مع أبي جعفر في المسجد فرأيت ابن عبد الله بن سلام جالسًا في ناحية فقلت لأبي جعفر: زعموا أنّ الذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام. فقال: إنما ذلك علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-.وفيه عن السبيعي: حدثنا عبد الله بن محمد بن منصور بن الجنيد الرازي عن محمد بن الحسين بن الكتاب.أحمد بن مفضل حدثنا مندل بن علي عن إسماعيل بن سلمان عن أبي عمر زاذان عن ابن الحنفية: {وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الكتاب} قال: هو علي بن أبي طالب. اهـ.
ولا لأنه لا طائل تحت الهلع ولا مردّ فيه للفائت، كقوله: وكل عمل له وجوه يعمل عليها، فعلى المؤمن أن ينوى منها ما به كان حسنًا عند اللّه، وإلا لم يستحق به ثوابًا، وكان فعل كلا فعل {مِمَّا رَزَقْناهُمْ} من الحلال، لأنّ الحرام لا يكون رزقا ولا يسند إلى اللّه {سِرًّا وَعَلانِيَةً} يتناول النوافل، لأنها في السر أفضل- والفرائض، لوجوب المجاهرة بها نفيًا للتهمة {وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} ويدفعونها. عن ابن عباس: يدفعون بالحسن من الكلام ما يرد عليهم من سيئ غيرهم. وعن الحسن: إذا حرموا أعطوا، وإذا ظلموا عفوا، وإذا قطعوا وصلوا. وعن ابن كيسان: إذا أذنبوا تابوا. وقيل: إذا رأوا منكرًا أمروا بتغييره {عُقْبَى الدَّارِ} عاقبة الدنيا وهي الجنة، لأنها التي أراد اللّه أن تكون عاقبة الدنيا ومرجع أهلها. و{جَنَّاتُ عَدْنٍ} بدل من عقبى الدار. وقرئ: {فنعم}، بفتح النون. والأصل: نعم. فمن كسر النون فلنقل كسرة العين إليها، ومن فتح فقد سكن العين ولم ينقل وقرى: {يَدْخُلُونَها} على البناء للمفعول. وقرأ ابن أبى عبلة {صَلَحَ} بضم اللام، والفتح أفصح، أعلم أنّ الأنساب لا تنفع إذا تجردت من الأعمال الصالحة. وآباؤهم جمع أبوى كل واحد منهم، فكأنه قيل من آبائهم وأمهاتهم {سَلامٌ عَلَيْكُمْ} في موضع الحال، لأنّ المعنى: قائلين سلام عليكم، أو مسلمين. فإن قلت: بم تعلق قوله: {بِما صَبَرْتُمْ}؟ قلت: بمحذوف تقديره: هذا بما صبرتم، يعنون هذا الثواب بسبب صبركم، أو بدل ما احتملتم من مشاق الصبر ومتاعبه هذه الملاذ والنعم. والمعنى: لئن تعبتم في الدنيا لقد استرحتم الساعة، كقوله: وعن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه كان يأتى قبور الشهداء على رأس كل حول فيقول «السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار» ويجوز أن يتعلق بسلام، أى نسلم عليكم ونكرمكم بصبركم.
|